وعبر عن التكليف
بالعبادة،كما قال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾
(الذريات:56)، فقد حصر الله تعالى غاية الخلق في هذه الآية في العبادة.
وقد وردت النصوص
الكثيرة في القرآن الكريم تخبر عن هذه الغاية التي هي تفسير للأمانة والخلافة
السابق ذكرهما، ومن ذلك قوله تعالى في إخباره عن الغاية
من إرسال الرسل:﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي
كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾
(النحل: 36)، وقال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ
إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾
(الانبياء:25)، وقال تعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ
إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾
(الانبياء:25)
فالتكليف الذي كلف
البشر بأدائه إذا هو العبادة، فما معنى العبادة؟
وهل للتكليف بالعبادة
علاقة بالعدل الإلهي؟
اتفق المعرفون للعبادة
بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والاعمال الباطنة والظاهرة..
فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الامانة وبر الوالدين وصلة
الأرحام والوفاء بالعهود والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من ألوان
العبادات.
وتشمل كذلك ما له علاقة
بالأحوال والمعارف كحب الله ورسوله وخشية الله والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا
بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وغيرها.
وهذه الألوان جميعا،
والتي تتلون بها عبادة الله تعالى، تستلزم ركنين:
الركن الأول هو الذلة
المطلقة لله، كما يقال: طريق معبد اذا كان مذللا قد وطئته الاقدام.