وفي هذه الآية الكريمة
نستشف الكثير من الحقائق المرتبطة بمؤهلات التكليف، ومنها أن الله تعالى ـ جعل آدم
u خليفة ـ ووفر له من العلم ما يستطيع أن يؤدي به مهمة الخلافة.
وقد عبر الله تعالى عن
هذا العلم الذي أوتيه الإنسان في بدء الخلق بأنه علم الأسماء كلها، وقد وردت
الأقوال الكثيرة في معنى الأسماء كلها التي تعلمها آدم u، ثم تميز بها بعد ذلك على الملائكة.
وبما أن المسألة تكاد
تكون معروضة للاجتهاد، فليس فيها من النصوص الصريحة ما يحيلها مسألة توقيفية، فإنا
نرى والله أعلم أن آدم u علم من الأسماء ما تقتضيه
خلافته على الأرض، وهذا يشمل نوعين من الأسماء:
الأسماء المتعلقة
بالمستخلف فيه: وهو كل ما يتعلق بحياته على الأرض من معارف أساسية، ومن لغة يستطيع
بواسطتها بناء علاقاته وإنماء معارفه.
وإلى هذا النوع الإشارة
بالروايات الواردة عن ابن عباس وغيره من أنه:( علمه أسماء جميع الأشياء كلها
جليلها وحقيرها)، وقال ابن عباس :( علمه أسماء كل شيء حتى الجفنة والمحلب)[1]
وهذه الروايات وغيرها تدل
على أن اللغة مأخوذة توقيفا، وأن الله تعالى علمها آدم u جملة وتفصيلا، ولم يرد في النصوص ما يحدد هذه اللغة التي علمها آدم u، لعدم الحاجة إلى ذلك.
وروي من جهة أخرى ما
يدل على أن آدم u عرف بخصائص الأشياء التي يتعامل معها ومنافعها ومضارها، وفي هذا روي
عن بعضهم قوله: علم آدم من الأسماء أسماء خلقه ما لم يعلم الملائكة، وسمي كل شيء
باسمه وأنحى منفعة كل شيء إلى جنسه. قال النحاس: