وهذا يدل ـ كذلك ـ على
ان المعارف الأساسية للإنسان في جميع المجالات معارف توقيفية لا اجتهادية.
الأسماء المتعلقة
بالمستخلف عليه: وهو أيضا من المعارف الأساسية التي يحتاج إليها في أداء وظيفة
الخلافة، لأنه ـ كما ذكرنا ـ في مناسبات مختلفة ـ بأن جميع الكون، دقيقه وجليله
يستند إلى أسماء الله التي تمده بمعاني الوجود التي هو عليها.
ويدل على هذا أن القرآن
الكريم لم يذكر كلمة (الأسماء) معرفة إلا وأراد بها الأسماء الحسنى، كما قال
تعالى:﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (لأعراف:180)، وقال تعالى:﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ
أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً﴾ (الاسراء:110)،
وقال تعالى:﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ
الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ (طـه:8)، وقال تعالى:﴿ هُوَ اللَّهُ
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (الحشر:24)
أما الأسماء الورادة
نكرة، فلها بعض الدلالة، لأنها وردت في التسميات الخاطئة للأوثان التي عبدت من دون
الله، وكأن أسماء الله بذلك أعيرت ـ من باب الشرك ـ لتلك الأوثان، قال تعالى عن يوسف u:﴿ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾ (يوسف: 40)، وقال تعالى:﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ
مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾ (لنجم: 23)
ويدل على هذا أيضا ـ من
باب الرواية ـ ما ورد من أنه عرض على الملائكة ـ عليهم السلام ـ الأسماء لا
المسميات، كما قال ابن عباس وغيره:(عرض الأسماء) وفي قراءة ابن مسعود التفسيرية:(
عرضهن)، فأعاد على الأسماء دون الأشخاص، لأن الهاء والنون أخص