وبناء على هذا، فقد
أخبر القرآن الكريم بأن القوم الذين بعث فيهم رسول الله a، والذين منهم أبواه لم يأتهم نذير قبله، لصريح قوله
تعالى:﴿ وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا
إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ﴾ (سـبأ:44)، وقوله تعالى:﴿ وَمَا
كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ
قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ
يَتَذَكَّرُونَ﴾ (القصص:46)، وقوله تعالى:﴿ أَمْ يَقُولُونَ
افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ
مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ (السجدة:3)
فهذه الآيات صريحة
بأنه لم يكن هناك رسول في بلاد العرب قبل رسول الله a.. وذلك ـ مع الآيات التي تنفي التكليف عمن لم يرسل إليه رسول
ـ دال على أن المشركين الذي كانوا قبل إرسال رسول الله a هم من أهل الفترة.
وقد يعترض هنا بأن
هناك رسالة المسيح، والجواب على ذلك من القرآن نفسه، فقد اعتبر الله رسالة المسيح
خاصة ببني إسرائيل، قال تعالى عن المسيح u:﴿
وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ
رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ
فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ
وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا
تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ (49)﴾ (آل عمران)
وفي الإنجيل، يقول المسيح:(
لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة) (متى 15 / 24)؟
وفي حديث آخر قال
رسول الله a:( لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام
الطاهرة مصفَّى مهذَّبا لا تنشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما)[1]، فوصف