الآية أصنافا كثيرة من
معلوماته، ثم ربطها بحضوره التام.
وقد جمع الله تعالى بين
الرقابة والعلم في قوله على لسان نبيه يوسف: ﴿
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (المائدة:
117)
أما اللطيف فهو الذي
يعلم ما لطف من الأشياء، وما دق منها، وما بني عليها، وما تفرع منها.
وبهذه الأسماء الثلاثة
يكون علم الله محيطا بالمعلوم من كل جوانبه.. فهو يعلم باطنه بكونه خبيرا.. ويعلم
ظاهره بكونه شهيدا.. ويعلم أساسه وما دق منه بكونه لطيفا.
ولهذا، فإن القرآن
الكريم يحدثنا ويملأ قلوبنا بمعاني هذه الأسماء، ويربينا على أساسها، ولذلك يكثر
التنبيه إلى علم الله بالسر والجهر والخفي والمعلن والغيب والشهادة، ولكل ذلك
تأثيره العلمي والذوقي لفهم سر التوحيد في القدر.
بل إن لذلك دوره في كشف
غوامض القدر، والرد على الشبهات التي تفرزها الغفلة، وتبثها الشياطين.
ولتقريب الصورة نرى في
واقعنا الاهتمام في كل مجال بما يقوله الخبراء، فيرجع إليهم في التحاليل السياسية
والعسكرية والطبية وغيرها، حتى أن أقوالهم التي تحاول استشراف المستقبل بناء على
الواقع تصبح هي الواقع الذي يؤثر في كل المجالات.
فلذلك يكفي أن يقول
الخبراء الاقتصاديون باحتمال ارتفاع عملة معينة ليحول السوق من قبلة إلى قبلة.
ويكفي أن يوجه الخبراء
السياسيون حادثة معينة توجيها خاصا ليتحول العالم إلى عالم آخر.
بل إنا في حياتنا
العادية نرجع إلى الخبراء في كل المجالات، لأن علم الخبير مبني على الواقع لا على
الخيال، ومؤيد بالخبرة والتجربة والمعايشة التي تحول من تنبؤاته علما محققا.