بل إن النصوص أخبرت
بعدالة الله الشاملة للحيوانات حتى يقتص للشاة الجماء من
الشاة القرناء [2]، وفي الحديث القدسي عن الجنة، يقول اللّه تعالى:( وعزتي وجلالي لا
يجاوزني اليوم ظلم ظالم)[3]، وهو ما ينص عليه قوله تعالى:﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ
حَمَلَ ظُلْماً﴾ (طـه: 111)
* * *
قد يقال بعد هذا: كيف
يكون الجزاء عادلا، والعباد يجازون على أعمال فانية بجزاء غير فان[4].
فكيف تتحكم الثواني
المعدودة من عمر الزمن الممتد في جزاء لا ينتهي أمده؟
والجواب عن هذا، بأن
جزاء المؤمنين لا إشكال فيه، لأن نفس دخولهم الجنة برحمة الله، وإنما العدل في
تقاسمها بينهم على أساس أعمالهم، وقد أشرنا إلى هذا في محله.
والقرآن الكريم يخبرنا
عن الارتباط الوثيق بين العدل بالرحمة في جميع أنواع الجزاء، فلذلك تضاعف الحسنات،
ولا تجازى السيئات إلا بمثلها، قال تعالى عن جزاء الحسنات:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا
يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ
لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً﴾ (النساء:40)