وأخبره أن وظيفته
مقتصرة على البلاغ، فقال تعالى:﴿ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ﴾ (آل عمران: 20)، وقال تعالى:﴿ لَسْتَ عَلَيْهِمْ
بِمُصَيْطِرٍ﴾ (الغاشية:22)
ونفى عنه الشفاعة
التي لم يأذن فيها الله تعالى، قال تعالى:﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا
تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ
اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة:80)، وقال تعالى:﴿
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾
(المنافقون:6)
ونفى عنه أي سلطة
في التوبة أو المغفرة أو العذاب، قال تعالى:﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ
شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ
ظَالِمُونَ﴾ (آل عمران:128)، أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك
به فيهم.
ولهذا، فإن هذه
الآيات القرآنية وغيرها تنفي مفهوم الوساطة الذي يعني أي سلطة إلهية تخول للرسول
ما يكون خاصا بالألوهية.
بل أخبر تعالى أن
الرسل وخلفاءهم اقتصروا في تبليغهم على الدعوة لتوحيد الله، قال تعالى:﴿
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ
وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا