وأخبر تعالى أن
هؤلاء المدعوين عباد لله قانتون له متواضعون له لا يعتقدن في أنفسهم إلا العبودية
لله، قال تعالى:﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ
بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ
يَعْمَلُونَ﴾ (الانبياء:27، وقال تعالى:﴿ لَنْ يَسْتَنْكِفَ
الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ
وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ
جَمِيعاً﴾ (النساء:172)، وقال تعالى:﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ
وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ
قَانِتُونَ﴾ (البقرة:116)
وسر ذلك كما ينبئ
القرآن الكريم هو أن الله وحده المتفرد بالضر والنفع، قال تعالى:﴿ قُلْ
أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً
وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (المائدة:76)، وقال تعالى:﴿
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ
وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ
بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (يونس:18)، وقال تعالى:﴿ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ﴾
(الانبياء:66)، وقال تعالى:﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا
يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً﴾
(الفرقان:55)
وأنه وحده المتفرد
بالرزق، قال تعالى:﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ
لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا
يَسْتَطِيعُونَ﴾ (النحل:73)
***
قد يقال هنا: فما
القول في نفع دعاء الصالحين، أليس ذلك من الوساطة، وقد قال تعالى:﴿ لا
تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ﴾
(النور: 63) أي لا