تعتقدوا أن دعاءه
على غيره كدعاء غيره، فإن دعاه مستجاب، فاحذورا أن يدعو عليكم فتهلكوا؟
أو لم يقل الله
تعالى:﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ
تَوَّاباً رَحِيماً﴾ (النساء: 64)؟
أو لم يرو العتبي
قال: كنت جالساً عند قبر النبي a، فجاء أعرابي فقال:
السلام عليك يا رسول اللّه، سمعت اللّه يقول:﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ
الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً﴾ (النساء: 64)، وقد جئتك
مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبرٍ أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي،
فغلبنتي عيني فرأيت النبي a في النوم فقال:( يا عتبي
إلحق الأعرابي فبشره أن اللّه قد غفر له) [1]
أو لم يكن الصحابة يستشفعون
به ويتوسلون به في حياته بحضرته، فعندما أجدب المسلمون على عهد النبي a دخل عليه أعرابي فقال: يارسول الله هلكت الأموال وانقطعت
السبل فادع الله يغثنا فرفع النبي يديه وقال:( اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم
أغثنا وما في السماء قزعة، فنشأت سحابة من جهة البحر، فمطروا أسبوعا لا يرون فيه
الشمس حتى دخل عليهم الأعرابي أو غيره، فقال:( يارسول الله، انقطعت السبل وتهدم
البنيان فادع الله يكشفها عنا فرفع يديه وقال:( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على
الآكام والظراب ومنابت الشجر وبطون الأودية فانجابت عن المدينة كما ينجاب الثوب)[2]