فالخوف من هذه جميعا
يدعو إلى سلوك السبل المبعدة عنها، بخلاف الخشية التي تدعو إلى الفرار من الله إلى
الله، عرفانا بعزة الله ورحمته.
ولهذا عندما تجتمع
الخشية والخوف في الآية الواحدة تتعلق الخشية بالله، ويتعلق الخوف بأفعاله، ومن
ذلك قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾
(الرعد:21)، وقال تعالى:﴿ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ
مُشْفِقُونَ﴾ (الانبياء:49)
وبالإضافة إلى هذا ورد
النص على الخوف من مقام الله، كما قال تعالى:﴿ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ
مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ﴾ (ابراهيم:14)، وقال تعالى:﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ
الْهَوَى﴾ (النازعـات:40)
وهو راجع لمعنى الخوف
من أفعاله، لأن المعنى فيها:( خاف مقامه بين يدي ربه للحساب فترك المعصية)، فـ
(مقام) مصدر بمعنى القيام، أو أنه ( خاف قيام ربه عليه أي إشرافه واطلاعه عليه)،
كما قال تعالى:﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ
عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ (الرعد: 33)