فالرجاء مع ما يبثه في النفس من محبة الله، فإنه يبعث فيها دوافع السلوك إليه، والخوف من فراقه، فإن كل محب خائف، ولهذا يقال:( من رجا خاف، ومن خاف رجا)، وقد قال الإمام الجليل محمد بن إبراهيم القاسمي في هذا المعنى [1]:
عذلي عابوا رجائي
عذلي جاروا وتاهوا
كيف لا أرجو الذي لا
يغفر الذنب سواه
جاء في القرآن منصوصا
وكل قد رواه
وهو أعلي رتب المجد
بعفو هو ما هو
قصر المدح عليه
فانظروا ذا المدح ما هو
هو حق أو محال
أو صحيح أو سواه
لا ومن لا يغفر الذنب
وإن جل سواه
إنه للحق صدقا
وصدوق من رواه
وسعيد من تلقا
بصدق ورجاه
وظلوم من يسميه
مني خاب مناه
الاماني رده الحق
اجتهادا بهواه
أو يري أهدي من
القرآن نهجا ما رآه
ويري الباطل في
مفهومه مهما تلاه
غير أن الله للعبد
بخوف ابتلاه
لصلاح فيه لا يغني
عن الخوف سواه
نحمد الله علي الخوف
فمولانا قضاه
لو محا الخوف رجائي
لمحا الخوف قضاه
[1] إيثار الحق على الخلق: 357.