بالطعام والسقي
إلى الله تعالى، ولما جاء إلى ذكر المرض نسبه إلى نفسه، ولم يقل:( أمرضني)
وقال:﴿ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾
ومنه قول الخضر u في السفينة:﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ
لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ
وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً﴾ (الكهف:79)، فأضاف
العيب إلى نفسه، وقال في الغلامين:﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ
لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا
وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا
وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّك﴾ (الكهف: 82) فأضاف
الإرادة إلى الله.
ومنه قوله تعالى
حكاية عن مؤمني الجن:﴿ وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي
الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً﴾ (الجـن:10)، فنسبوا
إرادة الرشد إلى الرب، وحذفوا فاعل إرادة الشر، وبنوا الفعل للمفعول.
ومنه قوله تعالى:﴿ أُحِلَّ
لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ
وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ﴾ (البقرة: 187)، فحذف الفاعل وبناه للمفعول،
بينما قال في البيع:﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا
﴾ (البقرة: 275)، لأن في ذكر الرفث ما يحسن منه أن لا يقترن بالتصريح
بالفاعل.
ولهذا ليس من أسماء
الله الحسنى أي اسم يتضمن الشر، وإنما يذكر الشر فى مفعولاته كقوله تعالى:﴿ نَبِّئْ
عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الحجر:49)، وقال
بعدها:﴿ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾ (الحجر:50)،
ومثل ذلك قوله تعالى:﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (المائدة:98)