responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 503

وكل هذه أقوال جر إليها العقل المجرد الذي لم يستند إلى الوحي، ولا إلى ما تقتضيه المعرفة بالله من حقائق.

ونحن نقر بادئ ذي بدء أن كشف سر الرحمة في هذا يتطلب الإيمان بجميع الحقائق، وأولها ما ذكرناه في سر الحكمة من أنه ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)

فمن فهم هذه الكلمة خق الفهم ورعاها حق الرعاية أدرك بعين البصيرة أن ما نراه من آلام قد نتصورها آلاما مجردة هي في حقيقتها رحمة صورت بتلك الصورة.

ولو أن الأمر كان خلاف ذلك لكان العالم على خلاف الصورة التي هو عليها.

ولذلك نكتفي هنا بجوابين:

الجواب الأول:

الإحالة إلى الله تعالى في علم تفاصيل الرحمة المنطوية في ظل هذه الآلام، فإن الله تعالى أخبرنا بأن رحمته وسعت كل شيء، وأن المزيج المؤلم الذي يختلط برحمته هو مزيج يرتبط بالكسب، لا بالرحمة والمقادير.

فلذلك، إذا جهلنا سرا ما نلجئه إلى هذه المعرفة التي برهنت عليها كل الدلائل.

ولنضرب مثالا مقربا لذلك، وهو قوله تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ﴾ (الانبياء: 30)، فإن هذه الآية كانت تتناقض مع بعض التصورات الخاطئة من أن حياة بعض الحيوانات قد تستغني عن الماء، لكن معارف الإنسان المتطورة أثبتت شمولية هذه الحقيقة.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست