وعلى بعضها
المدلجون إلى المساجد في الظلم، قال a:( بشر المدلجين
إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون) [1]
وعلى بعضها
المهاجرون الذين فزعوا في سبيل الله، قال a:( للمهاجرين
منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع) [2]
وعلى بعضها الشهداء
الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله قال a:( الشهداء عند
الله على منابر من ياقوت في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، على كثيب من مسك،
فيقول لهم الرب: ألم أوف لكم وأصدقكم؟ فيقولون: بلى وربنا) [3]
بل إن الرحمات
الكثيرة التي ينالها الشهيد ابتداء من ذلك الجرح الذي رفع روحه إلى الله تجعله
يتمنى أن يعود إلى الحياة من جديد ليقتل في سبيل الله آلاف القتلات، قال a:( ما من نفس تموت لها عند اللّه خير، يسرها أن ترجع إلى
الدنيا إلا الشهيد، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى مما يرى من فضل
الشهادة) [4]
وقال a لجابر عند استشهاد أبيه:( أعلمت أن اللّه أحيا أباك فقال له:
تمنَّ، فقال له: أردُّ إلى الدنيا فأقتل فيك مرة اخرى، قال: إني قضيت أنهم إليها
لا يرجعون) [5]
بل إنه a تمنى ـ لما رأى من رحمة الله بالشهيد ـ أن يموت شهيدا، قال a:( والذي نفسي بيده لولا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا
أجد ما أحملهم ما تخلفت لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم
أقتل ثم أحيا ثم أقتل)