بل أخبر بأن
الأعمال، وإن تساوت في صورها يختلف جزاؤها بحسب مواقيت الحاجة لها، فلذلك قال تعالى:﴿ لا
يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ
أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً
وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (الحديد:
10)
وقد أخبر a عن فضل السقي والإطعام
عند الحاجة، فقال:( أيما مؤمن سقى مؤمناً شربة ماء على ظمأٍ سقاه اللّه تعالى يوم
القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه اللّه من ثمار
الجنة، وأيما مؤمن كسا مؤمناً ثوباً على عري كساه اللّه من خضر الجنة) [1]
3 ـ رحمة الظالمين
:
الظالمون ـ هنا ـ
هم من عرفوا الحق، ولكنهم آثروا أهواءهم على سلوك سبيله، فجمعوا بين الإيمان الذي
يستدعي الرحمة، والخطيئة التي تستدعي العقوبة، فلذلك وقعوا تحت اسمي العدل الرحيم.
وقد عرف ابن القيم
هذا الصنف بأنه من ( تحلى بأصل الإيمان،
ولكن قصر في الوفاء بمقتضاه، فإنّ رأس الإيمان هو التوحيد. وهو أن لا يعبد إلا
الله، ومن اتبع هواه