فقد اتخذ إلهه هواه، فهو موحد بلسانه لا بالحقيقة)[1]
وهذا الصنف بذلك يجمع أمرين:
الإيمان الصحيح الجازم بالله، وبقضايا الإيمان، فيذعن لها، ويوقن بها.
والسلوك المنحرف عما يقتضيه الإيمان، وهذا السلوك كالمنحرف يبدأ من الصغائر لينتهي إلى الكبائر، ويبدأ من اللمم، وينتهي بالإصرار.
وكل واحد من الأمرين يتطلب معاملة خاصة بحسب ما تقتضيه أسماء الله الحسنى، وكلها بعد ذلك يؤول إلى رحمة الله.
أما الرحمة الإلهية، فهي تطلب المغفرة لهؤلاء والستر عليهم ومحو ذنوبهم وإدخالهم دار الرحمة الإلهية بعد استحقاقهم لها.
والعدل يقتضي مجازاتهم بذنوبهم، وتطهيرهم من رذائلهم، فجوار الله تعالى لا يتحقق إلا للطيبين.
والحكمة تقتضي ما يصلح هؤلاء، ويجعلهم أهلا للرحمة الإلهية.
ولهذا، يرد في القرآن الكريم ربط المعاصي والمخالفات بالمغفرة والرحمة، أو بالعزة والحكمة، وما شاكل ذلك:
فمن الربط بالمغفرة والرحمة قوله تعالى:﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:102)، وقال تعالى:﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (الحجرات:5)، فأخبر تعالى عن مغفرته لهم ورحمته بهم من غير أن يذكر توبتهم.
أما ما ذكر مرتبطا بالتوبة فكثير جدا في القرآن الكريم.
[1] الإحياء.