بل إنهم لو أطاقوا إحصاءها لكان إحصاؤهم
لها نعمة أخرى تستوجب الشكر، وذلك ما يؤدي للتسلسل المستحيل.
ولهذا حكى الله تعالى عن ظلم المصطفين من
عباده لأنفسهم، كما قال تعالى
عن آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ:﴿
قَالا رَبَّنَا
ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ
مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (لأعراف:23)
وحكى تعالى عن موسى
u قوله:﴿ رَبِّ
إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ﴾
(القصص: 16)
وحكى عن يونس u قوله:﴿ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ
مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الانبياء: 87)
وأخبر تعالى عن صفات المتقين، وأنهم يقع
منهم ظلم النفس والفاحشة من غير إصرار على ذلك، كما قال تعالى عن عباده المتقين
الموعودين بالجنات التي عرضها السموات والأرض:﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا
فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى
مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (آل عمران:135)
ولهذا علمنا a أن أوفق الدعاء أن يقول الرجل:(
اللهم أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، يا رب فاغفر لي ذنبي، إنك أنت
ربي، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) [1]
ومن الأدعية المأثورة:( اللهم إني ظلمت نفسي
ظلما كثيرا، وأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني؛ إنك
أنت الغفور الرحيم) [2]