إلى الجانب الآخر
فيفعل به مثل ذلك، فما يفرغ منه حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود إليه فيفعل
به كما فعل في المرة الأولى.
فهذا تأديب مناسب
تماما للكذب رادع عنه.
ورأى الزناة
والزواني على بناء مثل التنور عراة، وإذا هو يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم
ذلك اللهب ضوضؤا.
وفي هذا إشارة
واضحة إلى حفلات الرقص الماجنة التي يختلط فيها الرجال والنساء، فلذلك كان أكبر
رادع لهم هو أن تصور تلك الحفلات ذاتها بصخبها، مصحوبة بذلك العذاب الشديد، لينمحي
من القلب استحلاء تلك المعصية، وتنمحي من الفطرة صورة ذلك الشذوذ.
ورأى a آكل الربا على نهر أحمر مثل الدم، وهو يسبح فيه، وإذا على
شاطيء النهر رجل قد جمع عنده حجارة، وإذا ذاك السابح يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع
عنده حجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا حجرا فيذهب فيسبح ما يسبح ثم يرجع إليه كلما
رجع فغر له فاه فالقمه حجرا.
فهذا تأديب متناسب
تماما مع هذا السلوك.
ولهذا أخبر a أن المتكبرين ( يحشرون يوم القيامة أمثال الذر، في صور
الرجال يغشاهم الذل من كل مكان، يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار
الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال) [1]، فهذا الإذلال الشديد تأديب قد ينزع الكبر من
صدورهم، ليستحقوا دخول الجنة، فالجنة لا يدخلها المتكبرون.
وأخبر a أن من شرب المسكر يسقى يوم القيامة من طينة الخبال، وفسرها a