بأنها عرق أهل
النار، أو صديد أهل النار، حتى يمحى حبها تماما من قلبه.
وأخبر a أن ( من ولي من أمور المسلمين شيئا فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم
وفقرهم وفاقتهم احتجب الله عنه يوم القيامة دون خلته وحاجته وفاقته وفقره) [1]، فهذا الاحتجاب كفيل بنزع ما لصق بفطرته من ذلك
السلوك.
بل إن هذه
العقوبات، التي هي في حقيقتها رحمة منطوية في مظهر الغضب، تتماثل مع الغرض الذي
تريد تحقيقه في جميع ما ينزل الله تعالى من أنواع عقاب الكفار وغيرهم في الدنيا.
ومن ذلك مثلا أن
الله تعالى قال لموسى u عندما دعا قومه لدخول الأرض المقدسة وإبائهم:﴿ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً
يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ (المائدة:26)، فهي
عقوبة بحرمانهم من الأرض المقدسة، لأن أنفسهم حينذاك كانت مستمرئة للذل، فاحتاجت
إلى تدريب يدوم أربعين سنة ليقلع آثار ذلك الاستمراء.
* * *
وهذا ما يرد
الكثير من الأسئلة والشبهات التي يوردها البعض ممن يضرب النصوص بعضها ببعض، فيقول:
بما أن الله تعالى جعل الجنة دار الرغبات التي لا تحد، فبالإمكان إذن أن يطلب أهل
الجنة رغبات شاذة.
فبإمكانهم مثلا أن
يقيموا حفلات رقص ماجنة يحضر فيها أهل الجنة نساءهم وحور عينهم ويرقصون ويلهون كما
كانوا يلهون في الدنيا.
أو بإمكانهم أن
يمارسوا أنواع الشذوذ الذي كانوا يمارسونه في الدنيا.