أو بإمكان من جرت
اللصوصية في عروقه، فلم يستحل إلا ما جاء به من عرق اللصوصية أن يكون عصابة في
الجنة تغير على قصورهم وضياعهم.
أو بإمكان من تمكن
حب الاستبداد والتسلط من نفسه أن يقيم امبراطورية في الجنة يحكم فيها بنفسه
ولنفسه.
والجواب عن هذا أن
الفطرة والطيبة التي يملكها أهل الجنة سواء بسلوكهم الصالح في الدنيا، وحفاظهم على
أمانة الروح التي أودعت جنباتهم، أو بالتطهير الذي تعرضوا له تحيل عليهم مجرد
التفكير في الخبث.
ولهذا ورد في
النصوص الإخبار عن أن الجنة لا يدخلها، بل لا يشم ريحها من لم تتوفر فيه الطيبة
الكافية، والفطرة الأصيلة:
ومن ذلك الإخبار
بعد دخول البخلاء الجنة، قال a:( قال إن الله تعالى غرس
جنة عدن بيده وزخرفها، وأمر الملائكة فشقت فيها الأنهار، فتدلت فيها الثمار، فلما
نظر إلى زهرتها وحسنها، قال: وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي لا يجاورني فيك بخيل) [1]
وأخبر a أنه لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا ديوث، قال a في الحديث القدسي:( وعزتي لا يسكنها مدمن خمر ولا ديوث)،
قالوا:( يا رسول الله وما الديوث؟)، قال:( من يقر السوء في أهله) [2]
وأخبر a أنه لا يجد ريح الجنة من قتل معاهدا، قال a:( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وأن ريحها ليوجد من
مسيرة أربعين عاما) [3]، وقال a:( ألا من قتل نفسا