responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55

بل تجمع بين هذا التناسق العجيب وأثره السلوكي والوجداني، فهي حقائق علمية عملية، بينما أوهام الجدل لا تفرز إلا الحيرة والاضطراب الذي قد يفسد السلوك أو يغرق الوجدان في الظلمات.

وسنحاول في هذا المبحث تجلية هذه الحقائق بذكر الإرادتين جميعا: إرادة الله، وإرادة البشر.

1 ـ إرادة الله:

يرد القرآن الكريم على اليهود الذين قالوا:﴿ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ (المائدة: 64) أي بخيلة بقوله تعالى:﴿ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ (المائدة: 64)، أي بل هو الواسع، الجزيل العطاء الذي ما من شيء إلا عنده خزائنه، كما قال a:( إن يمين اللّه ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه)[1]

ومن هذ المنطلق نرى الفرق بين رؤية المؤمنين ورؤية الغافلين سواء كانوا فرقا أو طوائف أو عامة أو خاصة.

فالمؤمن يرى يد الله مبسوطة، تتصرف في الكون تصرفا لا تحده الحدود، بل لا يرى في الكون إلا ما شاء الله له أن يكون، فهو يتعرف على الله من خلال مشيئته وتصريفه وتسييره لدفة الكون.

بينما يرى الغافل يد الله مغلولة، وكأنه خلق الكون، ثم اعتزل وتركه، أو أنه خلق الكون ـ كما يعتقد بعض العامة ـ وكتب مقاديره، ثم ترك الملائكة أو غيرهم تتصرف فيه، فلا حضور لله ولا مشيئة له.


[1] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست