بل قد ورد ما هو
أخطر من ذلك، فقد قال a:( إن الله تعالى حرم على
النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى) [1]
وهذا الحديث لا
يتعارض مع ما ذكرنا من إمكانية دخول الموحدين الجنة، لأن رسول الله a قيد التوحيد بالإخلاص، وهو يعني البعد عن محارم الله، قال a:( من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة) قيل:( وما
اخلاصها) قال:( أن تحجزه عن محارم الله) [2]
أما من لم يحجزه
التوحيد عن معاصي الله، وورد الآخرة ملطخا بهذه الأوزار، فإن النصوص أخبرت بوروده
إلى النار، وبقائه المدة الكافية لتطهيره، ثم يخرج بعدها إلى الجنة، قال a:( يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله عز وجل:
أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون
في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء
ملتوية) [3]
وفي حديث آخر، قال a:( يعذب ناس من أهل التوحيد في النار حتى يكونوا حمما، ثم
تدركهم الرحمة، فيخرجون ويطرحون على أبواب الجنة فيرش عليهم أهل الجنة الماء
فينبتون كما ينبت الثغاء في حمالة السيل ثم يدخلون الجنة) [4]، وقال a:( ليصيبن ناسا
سفع من النار عقوبة بذنوب عملوها ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته فيقال لهم
الجهنميون) [5]