ومن النصوص الدالة
على هذا المعنى كذلك قوله تعالى:﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا
نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ
الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ
عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (التوبة:
120)، فقد أخبر تعالى أن يكتب لهم بهذه
الأعمال التي ليست داخلة تحت قدرهم، وإنما هي ناشئة عن أفعالهم أعمالاً صالحة وثواباً
جزيلاً.
ومنها قوله تعالى:﴿ وَلِيُمَحِّصَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ (آل
عمران:141)، فأخبر تعالى أن ألم القتل والجراح في سبيله تمحيص وتطهير وتصفية
للمؤمنين.
ولهذا ورد في
النصوص الإخبار بأن من عوقب عن ذنب في الدنيا بأنه لا يعاقب عليه في الآخرة، كما
ورد في الحديث الشريف عن علي قال:( ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله تعالى حدثني
بها رسول الله a: ﴿ وَمَا
أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ (الشورى:30) قال لي
رسول الله a:( سأفسرها لك يا علي، ما أصابكم في الدنيا من بلاء
أو مرض أو عقوبة فالله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة، وما عفا الله عنه
في الدنيا فالله أحلم)، وفي لفظ:( أجل من أن يعود بعد عفوه) [1]
وفي حديث آخر قال a:( من أذنب ذنبا في الدنيا فعوقب به فالله أعدل أن يثني
عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبا في الدنيا فستر الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من
أن يعود في شيء قد عفا عنه) [2]