ويستوي في هذا
العقوبات التشريعية والقدرية، ولهذا قال a في العقوبات
التشريعية:( من أصاب منكم ذنبا مما نهى الله عنه فأقيم عليه حده فهو كفارة ذنبه)[1]، وقال a:( أيما عبد
أصاب شيئا مما نهى الله عنه ثم أقيم عليه[حده] كفر عنه ذلك الذنب) [2]
وقال a عن العقوبات القدرية:( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم
ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه) [3]، وقال a:( لا يزال
البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة) [4]، وأخبر a أن الحمى تنفي
الذنوب كما ينفي الكير الخبيث الحديد[5]، وفي حديث آخر قال a:( لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم) [6]
وسرهذا أن هذا
البلاء النازل يكسر سورة النفس وكبرياءها، ويجعلها أهلا لتنزل الرحمة الإلهية،
ولهذا ورد في الحديث ما يشير إلى هذا المعنى، بل يكاد يصرح به، حيث قال a في الحديث القدسي:( إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن
آدم! مرضت فلم تعدني؟ قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين! قال: أما علمت أن
عبدي فلانا مرض فلم تعده! أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن آدم!
استطعمتك فلم تطعمني؟ قال: يا رب! كيف أطعمك وأنت رب العالمين! قال: أما علمت أنه
استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه! أما علمت لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم!