responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 594

رشحات جوده، ولمعة من لمعات وجوده، والتعذيب الأبدي منافي الايجاد والعلية) [1]

وأشار إلى هذا المعنى في كتاب الأسفار وشواهد الربوبية بقوله : (ثم إنك تعلم أن نظام الدنيا لا ينصلح إلا بنفوس جافية وقلوب غلاظ شداد، فلو كان الناس كلهم سعداء بنفوس خائفة من عذاب الله وقلوب خاضعة خاشعة لاختل النظام بعد القائمين بعمارة هذا الدار من النفوس الغلاظ العتاة كالفراعنة والدجاجلة، وكالنفوس المكارة كشياطين الإنس بجربزتهم وجبلّتهم، وكالنفوس البهيمية الجهلة كالكفار... وثبت بموجب قضائه اللازم النافذ في قدره اللاحق الحكم بوجود السعداء والأشقياء جميعاً، فاذا كان وجود كل طائفة بحسب قضاء إلهي ومقتضى ظهور اسم رباني، فيكون لها غايات حقيقية ومنازل ذاتية والأمور الذاتية التي جبلت عليها الأشياء إذا وقع الرجوع اليها تكون ملائمة لذيذة، وإن وقعت المفارقة أمداً بعيداً وحصلت الحيلولة عن الاستقرار عليها زماناً مديداً بعيداً، كما قال تعالى : ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ )، ثم إن الله تعالى يتجلى بجميع الأسماء والصفات في جميع المراتب والمقامات، فهو الرحمان الرحيم، وهو العزيز القهار، وفي الحديث القدسي : (لو لا أن تذنبون لذهب بكم وجاء بقوم يذنبون)

منافاة العذاب الأبدي مع الرحمة الالهية الشاملة للكل:

وقد عبر صدر المتألهين عن هذا الدليل بقوله: (فإن ذاته محض الرحمة والخير والنور، وكل ما يصدر عنه يجب أن يكون من باب الجود واللطف، والكرم، ووجود العاهات والشرور إنما يكون عنه بالغرض، وعلى سبيل الشذوذ والندور، ولأنه (سبقت رحمته غضبه)، فإن الرحمة ذاتية، والغضب أمر عارض، والعرض الاتفاقي لا يكون دائمياً.


[1] صدرالدين الشيرازي، تفسير القرآن، ج 5، ص 298، 299..

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 594
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست