وفي يوم المعركة كان
رسول الله a لا يكف عن الدعاء، مع يقينه بنصر الله، فعن ابن عباس: أن رسول الله a قال وهو في قبة يوم بدر: (اللهم أني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ
لاتعبد بعد اليوم)[2]
قد يستشكل هذا..
وللجواب على هذا
الاستشكال نقول: للدعاء جانبان، وقد تقاسم الحديث عن كل واحد منهما أحبار المسلمين
ورهبانهم، أو علماؤهم وأولياؤهم، أو متكلموهم وصوفيوهم.
الجانب
سلوكي:
أما الجانب الأول، وهو
الجانب السلوكي، فهو يستدعي القول بأثر الدعاء العظيم في تحقيق المطالب، وهو ما
صرحت به النصوص تصريحا لا جدال فيه.
وبما أن العلماء هم
الذين ركزوا على هذا الجانب، فسنذكر كيف عالج ابن القيم هذه المسألة، باعتباره ممن
أفاض فيها كثيرا في كثير من كتبه، قال في ( الجواب الكافي): ( والدعاء من أنفع
الأدوية وهو عدو البلأ يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل وهو
سلاح المؤمن)[3]
وذكر أن أثره محقق لا
محالة، ولكن ما قد يبدو من عدم تأثيره لا يرجع تفسيره إلى قدر الله السابق، بل
يرجع إلى أمرين:
الأمر الأول: يعود إلى
الداعي، بأن لا يكون محققا لشروط الدعاء، قال ابن القيم:( والأدعية والتعوذات
بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحا