تاما لا آفة به،
والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه
الثلاثة تخلف التأثير، فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح، أو الداعى لم يجمع بين
قلبه ولسانه في الدعاء أو كان ثم مانع من الاجابة لم يحصل الأثر) [1]
ولذلك فإن للدعاء في
منازعته القدر ـ كما يذكر ابن القيم ـ ثلاث مقامات ( أحدها أن يكون أقوي من البلاء
فيدفعه، الثاني أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد ولكن قد
يخففه وإن كان ضعيفا، الثالث أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه) [2]
وإلى هذا المعنى أشار a بقوله:( لا يغنى حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل،
وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان الى يوم القيامة)[3]
وفي حديث آخر، قال a:( لا يرد القدر الا الدعاء، ولا يزيد في العمر الا البر، وإن الرجل
ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)[4]
والأمر الثاني يعود إلى
لطف الله ورحمته، بأن يعلم الله أن الخير في غير ما سأل عبده، فيعطيه من الخير ما
يغنيه عن سؤاله، وإلى هذا المعنى يشير العارفون ـ كما يعبر على لسانهم ابن عطاء
الله بقوله:( لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا ليأسك ؛ فهو ضمن
لك الإجابة فيما يختاره لك، لا فيما تختاره لنفسك وفي الوقت الذي يريد، لا في
الوقت الذي تريد)
وإلى ذلك أشار في
الحكمة الأخرى بقوله:( ربما منعك فأعطاك وربما أعطاك فمنعك)
بل ذلك ما يدل عليه
قوله تعالى:﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ