responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95

ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (غافر: 60) قولا لا معنى له.

بل كل ما ورد من النصوص الحاثة على الدعاء، والمخبرة عن إجابة الله تعالى دعاء الداعين وتضرع المتضرعين لا حقيقة لها.

وذهب آخرون إلى اعتبار الدعاء علامة جعلها الله تعالى أمارة على قضاء الحاجة، فمتى وفق العبد للدعاء كان ذلك علامة له على أن حاجته قد قضيت، وشبهوا ذلك بدلالة الغيم الأسود في الشتاء على أنه يمطر.

وعمموا هذا القول على جميع الطاعات والمعاصي، فهي أمارات محضة لوقوع الثواب والعقاب، لا أسباب حقيقية له.

بل هكذا الأمر في جميع ما يحدث في الكون من آثار، فكلها أمارت فالكسر مع الانكسار ليس سببا، بل لا ارتباط بينه وبين ما يترتب عليه الا مجرد الاقتران لا التأثير السببي [1].

وقد أنكر ابن القيم هذا القول، واشتدا في الإنكار، بل اعتبراهم مخالفين لـ ( لحس والعقل والشرع والفطرة وسائر طوائف العقلاء بل أضحكوا عليهم العقلاء)[2] مرجحا القول بالسببية عل كونه أمارة.

ولا نرى صحة هذا الإنكار، بل نرى أن الاختلاف فيها مجرد اختلاف نظري لا مبرر له، ولا حاجة إليه، أو هو اختلاف تنوع، أو هو اختلاف في التفسير لا أثر له.

فسواء قلنا بأن الدعاء أمارة أو سبب لا يختلف الأمر بالنسبة للداعي، ولا يقعده ذلك عن الدعاء، بل إن القول بكون الدعاء أمارة قد يكون أكثر تأثيرا في الدعوة إلى استعمال الدعاء من القول بالسببية.


[1] سنتحدث عن التفاصيل المرتبطة بهذا في فصل (الحكمة) من هذه الرسالة.

[2] الجواب الكافي: 9.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست