وعن أبي كبشة
الأنماريّ أنّه سمع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (ثلاث
أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه) قال: (ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد
مظلمة فصبر عليها إلّا زاده اللّه عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح اللّه
عليه باب فقر، وأحدّثكم حديثا فاحفظوه: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللّه
مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه ويعلم للّه فيه حقّا، فهذا بأفضل
المنازل. وعبد رزقه اللّه علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي
مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته فأجرهما سواء. وعبد رزقه اللّه مالا ولم يرزقه
علما فهو يخبط في ماله بغير علم: لا يتّقي فيه ربّه ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم
للّه فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه اللّه مالا ولا علما فهو يقول:
لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان. فهو نيّته فوزرهما سواء)[1]
وعن حكيم بن
حزام قال: سألت النّبيّ a فأعطاني، ثمّ
سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ قال: (إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه
بطيب نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس[2] لم يبارك فيه وكان كالّذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد
السّفلى)[3]
وعن سعد قال:
كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعودني عام
حجّة الوداع من وجع اشتدّ بي، فقلت: إنّي قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال، ولا
يرثني إلّا ابنة لي، أفأتصدّق بثلثي مالي؟ قال: (لا). فقلت: بالشّطر؟ فقال: (لا). ثمّ
قال: (الثّلث، والثّلث كبير- أو كثير-. إنّك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم
عالة يتكفّفون النّاس[4]، وإنّك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه اللّه إلّا