هذا في
العقوبات التشريعية أما العقوبات المقدرة عليهم من الله في الدنيا والآخرة مما لا
يستطيع الحكام إيقاف تنفيذه، فقد نص عليه قوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا
وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ
أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ
يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)﴾ (النور)
واعتبر a
القدح في الأعراض من أكبر الكبائر، ففي الحديث قال a
:(اجتنبوا السّبع الموبقات)، قيل: يا رسول اللّه وما هنّ؟ قال: (الشّرك باللّه،
والسّحر، وقتل النّفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ، وأكل مال اليتيم، وأكل الرّبا،
والتّولّي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)[1]
وأخبر a
أن حرمة الأعراض مقررة في جميع ديانات رسل الله، ففي الحديث أنّ يهوديّين قال
أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النّبيّ نسأله فقال: لا تقل نبيّ؛ فإنّه إن سمعها
تقول نبيّ كانت له أربعة أعين، فأتيا النّبيّ a فسألاه عن قول اللّه تعالى :﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ
آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ
فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101)﴾ (الإسراء)، فقال
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم :(لا تشركوا باللّه شيئا، ولا
تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ، ولا تسرقوا، ولا تسحروا،
ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تقذفوا محصنة، ولا
تفرّوا من الزّحف، شكّ شعبة: وعليكم يا معشر