اليهود
خاصّة لا تعدوا في السّبت)، فقبّلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنّك نبيّ. قال: (فما يمنعكما
أن تسلما؟) قالا: إنّ داود دعا اللّه، أن لا يزال في ذرّيّته نبيّ، وإنّا نخاف إن
أسلمنا أن تقتلنا اليهود)[1]
ولم تكتف
الشريعة بهذا.. بل إنها بينت حرمة كل ما يؤدي إلى التلاعب بالأعراض، فحرمت سوء
الظن، والتجسس، والغيبة، والبهتان، وشهادة الزور.. وغيرها كثير.
قال
الماوردي: سوء الظن هو بداية الشر، وهو الخطوة الأولى
التي يخطوها من يريد أن ينتهك الأعراض، ولذلك ذكره القرآن في أول المحرمات
المرتبطة بالأعراض، قال تعالى :﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا
تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ
لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)﴾ (الحجرات)
ومثل ذلك قال
a: (إيّاكم والظّنّ، فإنّ الظّنّ أكذب الحديث، ولا
تجسّسوا، ولا تحسّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا،
وكونوا عباد اللّه إخوانا)[3]
فالظن السيء
هو الذي يدفع صاحبه إلى التجسس، والتجسس يدعوه إلى الغيبة، والغيبة قد يبالغ فيها
فتتحول إلى بهتان أو إفك، وهكذا يؤدي الشر بعضه إلى بعض، وينبت بعضه بعضا.
قلنا: عرفنا
الأول.. فحدثنا عن الثاني.. حدثنا عن التّجسّس.
قال
الماوردي: التجسس هو الخطوة الثانية للشر، وهو الخطوة التي يخطوها من يريد