أن ينتهك
الأعراض، ولذلك ذكره القرآن قبل ذكره للغيبة.
وقد نهى a
عنه نهيا شديد، فقال: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا
المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم فإنّه من اتّبع عوراتهم يتّبع اللّه عورته، ومن
يتّبع اللّه عورته يفضحه في بيته)[1]
وبما أن
الأمراء يتعرضون له أكثر من غيرهم، فقد خصهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بالنهي، فقال: (إنّ الأمير إذا ابتغى الرّيبة في النّاس أفسدهم)[2]
قلنا: عرفنا
الثاني.. فحدثنا عن الثالث.. حدثنا عن الغيبة.
قال
الماوردي: ألا يكفيكم في التحذير منها ذلك التشبيه الذي شبه الله به المغتاب حين
قال:﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)﴾ (الحجرات)
وفي الحديث
قال a: (من أكل لحم أخيه في الدّنيا قرّب له يوم القيامة
فيقال له كله ميتا كما أكلته حيّا فيأكله ويكلح ويصيح)[3]
وقال: (يا
معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبّعوا
عوراتهم، فإنّه من اتّبع عوراتهم يتّبع اللّه عورته، ومن يتّبع اللّه عورته يفضحه
في بيته)[4]
وقال: (لمّا
عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم