قلت: وعيت
هذا في الشح.. لكن هناك آثاما أخرى قد لا ينطبق عليها ما تقول.
قال: كلها
ينطبق عليها ما أقول..
قلت: الجدل
مثلا.. لا ينطبق عليه ما تقول.
قال: لولا
الجدل ما قامت للأفكار سوق..
قلت:
والكفر!؟
قال: لولا
الكفر ما عرفنا قيمة اختيار المؤمن للإيمان..
قلت:
والظلم!؟
قال: الظالم
هو الذي انحرف بموازين العدالة في نفسه عن وجهتها..
قلت:
فالموازين صحيحة.. لكنه هو الذي انحرف بها؟
قال: أجل..
وهكذا في كل الأمور.. إن مثل ذلك مثل الملح يكون في الطعام.. فمن وضعه بقدر انتفع
به وانتفع بطعامه.. ومن وضع بغير قدر استضر به واستضر بطعامه.
قلت: لقد
وعيت الآن.. فبورك فيك.. ولكني لن أتركك حتى تحدثني عن هذه الآثام السبعة.. عن
حقيقتها.. وعن علاقتها بهذه السوق.. وعن الترياق الذي قدمت به لعلاجها.
قال: ما جئت
اليوم لهذه السوق إلا لأجل هذا.. لقد وفقني الله، فأسست مدرسة تطهيرية في مدخل هذه
السوق، وقد جئت لها بالعلماء من كل حدب وصوب.. وجعلتها أقساما بحسب الآثام التي
التي يمكن أن يقع فيها الإنسان.
قلت: فمن
تريد أن يتتلمذ فيها؟
قال: أهل هذه
السوق.. أهل هذه السوق هم تلاميذ تلك المدرسة؟