ابتسمت، وقلت: هل تريد من هؤلاء أن يتركوا معايشهم وأرزاقهم وقوت أولادهم ليتتلمذوا في مدرستك.. لا شك أنهم لن يقبلوا.
قال: سأستغل آثامهم للوصول إلى طهارتهم.
قلت: عجبا.. ما تقول؟
قال: ألم أذكر لك شح الإنسان وحرصه وأنانيته؟
قلت: بلى..
قال: فسأطرق أبوابهم من هذه النواحي.
قلت: كيف؟
قال: اصبر.. ولا تستعجل.. وسترى الكيف.
^^^
قال ذلك، ثم طلب من بعض من كان معه بأن يباشر المهمة التي كلفه بها.
قام ذلك الرجل، وراح ينادي في أهل السوق: يا أهل السوق.. إن محسن بن فيض الله يريد أن يحدثكم.
رنت جميع الوجوه إليه.. ثم سرعان ما اجتمعوا حولنا..
بعد أن اجتمعوا قام محسن بن فيض الله، وقال: لاشك أنكم تعرفونني.. فلذلك لا أحتاج أن أعرفكم بنفسي.
قال واحد منهم: أجل.. لقد سبق لك أن قدمت في يوم من الأيام بعض الإحسان.. ولكنك سرعان ما غفلت عنا.. وأنستك الشياطين أن تذكرنا.
قال آخر: هات ما جئت من أجله.. فأرزاق أولادنا تنتظرنا.
قال آخر: إن كنت جئت بالمال، فأسرع به.. أما إن جئتنا بالكلام، فاتركه لنفسك، فلا يمكننا أن نطعم أولادنا كلاما.