المسكين واليتيم
وابن السبيل، وإنه من يأخذه بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون شهيدا عليه يوم
القيامة)[1]
فالفرح بالمال في
هذا الحديث كالفرح بكل نعمة تتحول شرا محضا إن عظمت لذاتها، واحترمت لذاتها، وفرح
بها لذاتها، أما إن استغلت فيما خلقت له، وغذت طبيعة الإنسان الخيرة، ولم تنتكس
بها الطبيعة القويمة، ولم تنزل إلى أسفل سافلين، فإنها من الخير الذي يفرح به، يفرح
به بالله ولله، وبهذا يصبح جمع المال وبذل العرق في ذلك عملا من أعمال الخير التي
يمارسها المؤمن، بل جهادا في سبيل الله.
وعلامة ذلك هو هذا
الخيار الذي يضعه الله تعالى أمام عباده، وهو خيار خطير ينبئ عن الغنى المطلق لله
والفقر المطلق للعباد، قال تعالى :﴿ قُلْ
إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ
فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا
يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾(التوبة:24)
ومما يعين على
النجاح في هذا الاختبار معرفة النفس لمقدار ربحها مع الله ومقدار خسارتها مع غيره،
الخسارة التي نص عليها القرآن الكريم في قوله تعالى :P يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ