يَفْعَلْ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَO (المنافقون:9)،
والربح الذي نص عليه في قوله تعالى :﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ
عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (التغابن:15)
والمقارنة التي
تضع كلا من المال الفاني والبنين الهالكين بجانب الباقيات الصالحات، فإذا بهم
يتلاشون في أول كلمة الباقيات، ثم يتلاشون أكثر في الخيرية المطلقة، ثم يفنون
ويزولون عند ربك لأنه لا يبقى مع الله شيء:﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ (الكهف:46)
وبعد أن تقرر جميع
هذه الحقائق يأتي الإخبار بأن هذا المال الذي وضع لنا موضع زينة واختبار ليس ملكا
لنا يحق لنا أن نفتخر ونتيه به، بل هو في كل حال مال الله، قال تعالى :﴿ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي
آتَاكُمْ ﴾(النور: 33)
وما الإنسان إلا
أجير بسيط في هذا المال، أو وكيل عن ربه فيه، أو بالتعبير القرآني مستخلف فيه، قال
تعالى :﴿ آمِنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ
فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾(الحديد:7)
فلذلك لا يحل له
أن يفسده أو يضعه في أيدي السفهاء ينفقونه في شهواتهم، قال تعالى :﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ
أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَ
اكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا
﴾(النساء:5)، بل
ينفق في المواضع التي حددها صاحب المال المالك الأصلي، قال تعالى في وصف عباده
الصالحين وعلاقتهم بمالهم: ﴿ وَفِي
أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم﴾