للصروح المشيدة
التي أرادوا بها أن يصلوا إلى السماء، والظلام الروحي الذي يطغى على الشوارع
الأمريكية والأوروبية ظلال من ناطحات السحاب التي يتيه بها الغرب على الشرق.
ولهذا جعل الرسول a تعالى
العامة البسطاء بالبنيان علامة من علامات الساعة، لأن انشغال هؤلاء بالتعالي يدل
على أن تلك المفاهيم سيطرت على المجتمع سيطرة لا يخلصهم منها إلا قيام الساعة.
ومنطق أن الأرض
لله وأن الاستخلاف فيها بيد الله هو الذي كان يصحح به موسى عليه السلام التصور الإسرائيلي
للأرض والتي جعلتهم أذلاء مستضعفين يسامون الخسف ولا تتحرك أنفسهم للخروج من ذلك
الهوان، قال تعالى :﴿ قَالَ
مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ
يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾(الأعراف:128)
وهذا النص يشير
إلى أن اعتقادهم القديم بأن الأرض للبشر أو لبعض البشر هو سبب الاستضعاف والهوان.
وخلافة الإنسان في
الأرض قاعدة من قواعد التصور الإسلامي للإنسان تعرفه بحقيقته وحقيقة الأرض التي
يسكن فيها ويسكن إليها، قال تعالى :﴿ وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ
دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ
وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾(الأنعام:165)
وقال تعالى
للملائكة حين كان آدم مشروعا خلقيا جديدا ينتظر محله