ولتأسيس هذا
المفهوم الذي يقوم على نسبة الأشياء لله ليأخذه الإنسان بعد ذلك من الله هو الذي
من أجله يكرر القرآن نسبة الأرض لله وفي كل موطن يحتاج إلى بيان تلك النسبة، قال تعالى
:﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (المائدة:17)
وقد وردت هذه
الآية عقب قوله تعالى :﴿ لَقَدْ
كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ
فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ
ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾(المائدة:17) ليبين تهافت العقول البشرية
التي ألهت المسيح وقصر نظرها الذي جعلها تسلم زمام الألوهية لإنسان في أرض هي جزء
من كون فسيح لا نهاية له، وهو دليل على عمى من اتخذوا آلهة من الأرض أو من أي كوكب
في السماء، فكل كوكب صفر في مساحة الكون وحجمه وأبعاده وجميع اعتباراته، ولهذا جاء
التعبير القرآني يعبر عن ملك الله الواسع للأرض والسماء وما بينهما وكل شيء، ذلك
الملك الذي يتصرف فيه كما يريد، لا معقب لحكمه ولا راد لأمره.
والقرآن الكريم
يبين ـ نتيجة لذلك ـ أن كل ما على هذه الأرض من تيسيرات لم تفرضها التطورات
الجيولوجية العمياء ولا التقلبات الزمنية المتطاولة وإنما