وبينت الآيات
الكثيرة أن هذا التسبيح دائم مستمر، كتسبيح كل شيء في الكون، قال تعالى :﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ
وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾(الإسراء:44)، وفي الآية الكريمة إشارة إلى
العقول التي تنكر كل ما لا تفقهه لتردها إلى حقيقتها العاجزة القاصرة عن سماع
وإدراك حقائق الكون الكثيرة.
والآثار الكثيرة
تؤكد هذا المعنى القرآني وهذه الحقيقة الكونية، فعن ابن مسعود أنه قال :( كنا نسمع
تسبيح الطعام وهو يؤكل)، وفي حديث أبي ذر أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخذ في
يده حصيات فسمع لهن تسبيح كحنين النحل، وعن أنس عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه دخل
على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال لهم :( اركبوها سالمة ودعوها سالمة
ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر
ذكرا لله منه)[1]
ويبين القرآن
الكريم أن هذا الكائن الحي الذي يسمى الأرض صاحب مشاعر، فهو يكاد يتفطر من الكفر
الذي يقع عليه،قال تعالى :﴿ تَكَادُ
السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ
هَدًّا﴾(مريم:90)
ويعبر القرآن
الكريم عن قمة المشاعر الوجدانية التي تصدر من الأرض في مواقفها المختلفة من
المؤمنين والكافرين والمفسدين والمصلحين، فالأرض لا