ولهذه المفاهيم
القرآنية أثرها الكبير في تصحيح مفهوم المواطنة والعلاقة بالأرض، والربط الشعوري
بين الأرض والإنسان ربطا لا توثقه الأنا والتعالي والتكاثر، وإنما يوثقه التوجه
الواحد لله بالتسبيح والصلاة والافتقار والعبودية.
ولهذا تسلم الأرض
بما فيها من حجارة وجبال وتربة على المؤمنين وتفرح بهم وتسر بمشاركتها لهم في
تسبيحها، قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم : (إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل
أن أبعث إني لأعرفه الآن)[1]
وقال عبدالله بن
مسعود : ( إن الجبل يقول للجبل: يا فلان، هل مر بك اليوم ذاكر لله تعالى ؟ فإن قال
نعم سر به)، وعن أنس بن مالك قال :( ما من صباح ولا رواح إلا تنادي بقاع الأرض
بعضها بعضا: يا جاراه، هل مر بك اليوم عبد فصلى لله أو ذكر الله عليك؟ فمن قائلة
لا، ومن قائلة نعم، فإذا قالت نعم رأت لها بذلك فضلا عليها)
وقال a في
الحدبث المشهور :( لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر ولا مدر ولا شيء
إلا شهد له يوم القيامة )[2]