ومنها ما هو على
الأرض يدب أو يطير أو يخترق الأجواء أو يغوص في أعماق المحيطات والبحار، قال تعالى
:﴿ وَالْخَيْلَ
وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا
تَعْلَمُون﴾
(النحل:8)
وهذه إشارة قرآنية
عامة للتزيين الواقع في وسائل النقل، والذي كان ولا يزال تجارة رائجة بعد أن انتقل
من تزيين الخيول إلى تزيين السيارات والطائرات والصواريخ، ولهذا ختمت الآية بقوله تعالى
:﴿ وَيَخْلُقُ مَا
لَا تَعْلَمُونَ﴾(النحل:8)
وتزيين الله تعالى
الشامل العام التام هو الذي أذاق المؤمنين حلاوة الإيمان ومرارة الكفر حين وضع
زينة الإيمان في القلوب المؤمنة، فرحمة الله تأبى أن يحرم التمتع بالزينة أولياءه
ولو في الحيز الدنيوي البسيط، قال تعالى :﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ
يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ
إِلَيْكُمْ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ
الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ﴾(الحجرات:7)
فالحلاوة التي
يجدها الكافرون والمؤمنون واحدة، والفرق بينهما لا يعدو موضوع التزيين وعاقبته،
فعاقبة تزيين المؤمن السرور والفرح الدائم في الدنيا والآخرة، وعاقبة تزيين غيره
هو الألم المباشر الذي يحسه بعد انقطاع تيار التزيين الشيطاني، فيظلم قلبه وتعشو
عيناه.