التكاثر طبيعة من
طبائع الإنسان التي غذيت بها فطرته، وأمدت بها جبلته، وهي دليل كمال، ومعراج وصول،
ومسلك تحقيق.
وهي في نفس الوقت
مصيدة النفوس الشرهة والأفواه الجائعة والأجساد الظمآنة.
من أجلها بنيت
الدور التي لم تسكن، وجمعت الأموال التي لم تنفق، وطرزت الثياب التي لم تلبس، ومن
أجلها امتلأت القمامات بأصناف الطعام، وشغل الخلق الكثير بخدمة فرد لا يشبع.
ومن أجلها امتلأت
الأرض بؤسا، وتجرع أهلها الشقاء بكل أصنافه، ورمي الطعام في البحر وتراشق الخلق
بأصناف الفواكه والحلويات ليموت ملايين الآخرين جوعا.
إذا حلت حمياها في
قلوب الملوك واستحلوا لذتها وفرحوا بنشوتها جندوا الجنود وملئوا الأرض حربا
والديار خرابا.
وإن حلت في عقول
المترفين خربوا الأكواخ وشردوا أهلها ليبنوا بدلها قصورا لا يسكنونها.
وإن حلت في عقول
الحمقى تحولوا لصوصا..
وإن حلت في نفوس
العامة تحولوا غوغاء..
وإن حلت في جيوب
الأغنياء شحوا على أنفسهم وعيالهم لتكثر كنوزهم.