عددهم يفوق الحصر
ولا قيمة لعدهم، وجميعهم لا يساوي واحدا من المؤمنين.
وأخبر تعالى عن
قلة عباده الشاكرين، وهم الذين عرجوا بأرواحهم إلى أرقى معارج الكمال،قال تعالى :﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ﴾(سبأ:13)
بينما جاءت النصوص
الكثيرة تصف غيرهم بالكثرة، قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ
إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾(المائدة:32)، وقال تعالى :﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا
ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
بِمَا يَفْعَلُونَ﴾(يونس:36)، وقال تعالى
:﴿ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾(البقرة:243)،
وقال تعالى :﴿ وَمَا أَكْثَرُ
النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾(يوسف:103)، وقال تعالى :﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ
إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُون﴾(يوسف:106)
بل إن الآيات لا
تستثني رجال الدين والقائمين عليه من هذه السنة الاجتماعية، سنة فساد الأكثرية،
وذلك مما ينزع توهم أرستقراطية المؤمنين بسبب قلة عددهم، لأن المؤمنين ليسوا فقط
رجال الدين والقائمين عليه، قال تعالى عن رجال الدين من اليهود والنصارى ـ ولا
مانع من استفادة المسلمين من هذا النص وتعبيره عن بعض الواقع المزري الذي قد يمثله
بعض القائمين على الدين ـ:﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
﴾(التوبة: 34)،
وقال تعالى :﴿ وَتَرَى كَثِيراً
مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾