responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 83

الإنسان ومنه ما ينتفع به الحيوان، ومنه ما تنتفع به النار.

ولذلك انتقل المشهد القرآني مباشرة من الحقل إلى الآخرة ليبين أنواع الجزاء التي لا تختلف كثيرا عن جزاء الحصاد، قال تعالى :﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور﴾ِ(الحديد:20)

ولعل سر اعتبار الكثرة من مكونات الحياة الدنيا بمفهومها الساذج البسيط هو ذلك الغرور الذي ينتاب المستكثر حين يرى نفسه محصنا بأموال لا تفنيها القرون، وبعدد لا تقتحمه الجيوش، وحين يرى أنه قد ضمن دنياه ومستقبله، وقد يستبد به الغرور فيتصور أن الحظ الذي حالفه في الدنيا سيحالفه في الآخرة، أو أن الله الذي أنعم عليه في الدنيا لن يملك إلا أن ينعم عليه في الآخرة، أو أن الأموال التي جمعها بكل الطرق ستكون رشوة صالحة لخزنة النار فلا يعذبونه، قال تعالى عن أمثال هؤلاء السذج:﴿ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾(سبأ:35)

ولهذا تفتح لأمثال هؤلاء المغرورين خزائن الأرض بعد أن وصدت في وجوههم أبواب السماء، وما إن تشرق في أفواههم ابتسامة النصر على السماء ونشوة الفرح بالأشياء حتى يؤخذوا بغتة وهم في حالة التباس يمسحون عن أعينهم وهم لا يصدقون ما يرون، قال تعالى :P فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا

نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست