responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 85

والمفسرون بمحاولاتهم حصر الكوثر في أحد هذه الأشياء كمن يحاول عد النعم التي تفضل الله بها على نبيه a وهي نعم لا تعد ولا تحصى وليس في طاقة البشر عد النعم المرتبطة بأدناهم، فكيف بعد النعم المتعلقة بخير خلق الله وأشرفهم وأقربهم إلى الله؟

والله تعالى يراعي الفطرة البشرية في كل نعيم يتفضل به عليهم، ومادام البشر لا يشبعون ولا يرتوون، بل يطلبون دائما المزيد، فالله تعالى وعد عباده الصالحين برحمته ذلك المزيد غير المحدود في الدنيا والآخرة، قال تعالى عن كثرة الدنيا: ﴿ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (الفتح:19)، وقال عن كثرة الآخرة: ﴿ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ (الزخرف:73)

وكما أن الكثرة في الجنة، كذلك الكثرة في النار، كثرة العدد، وكثرة الصياح، لأنها تتبع الطبيعة البشرية حيثما حلت، يقول تعالى لأهل النار يوم القيامة:﴿ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا﴾(الفرقان:14)

وفي النار يكتشفون أن كل النعيم الذي تكاثروا به واشتغلوا وتلهوا لم يكن إلا متاعا قليلا كالمتاع الضروري الذي يحمله المسافر معه ويجتهد في تقليله ما أطاق، قال تعالى :﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾(النحل:117)، ويرون أن زمن ذلك المتاع كان أقل منه: ﴿قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾(المؤمنون:114)

ولا يدركون ذلك إلا بعد معرفة السعة الإلهية التي لا تحدها الأعداد، ولا

نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست