تحصيها الأرقام،
وما غفلوا عن ذلك إلا لأنهم لم يكونوا يذكرون الله إلا قليلا، ذكرا لا ينبع من
قلوبهم ولا تتأثر به حياتهم، قال تعالى عن المنافقين الغافلين:﴿ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (النساء:142)
بينما كان
المؤمنون كما تنص عليهم الأوصاف القرآنية الكثيرة ذكورهم وإناثهم من ﴿ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا
وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾(الأحزاب:35)، وكان ذكر لربهم يشغلهم عن
النوم : ﴿كَانُوا قَلِيلًا
مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون﴾(الذاريات:17)،
فلا ينامون من الليل إلا قليلا: ﴿قُمْ
اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا﴾(المزمل:2)
وهم المستثنون من
كل عذاب وفي كل محل: ﴿ إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (الشعراء:227)
لأن الفوز الأبدي لا يكون إلا ﴿لِمَنْ
كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (الأحزاب:21)
وهذا الذكر هو
الذي يصحبهم في سائر شؤون حياتهم، وبسببه كانوا يكثرون من الخير لأن سعة الله تعوض
عليهم وخزائن الله لا تنفذ، قال تعالى :﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾(البقرة:245)
ولكن كل هذه
المعارف والسلوك النابع منها لا يكون إلا بالإكثار من ذكر الله حتى ينحاز المؤمن
إلى حزب الله، ولهذا جاء الأمر الرباني مخصوصا