بالإكثار من ذكر
الله دون سائر الأعمال، قال تعالى :﴿
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾(الأحزاب:41)
وأول ما يلقيه ذكر
الله في القلب هو الحكمة التي يعرف بها صاحبها حقائق الأشياء ويميز الخبيث من
الطيب، ويعرف اسم الله الواسع، قال تعالى :﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ
الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا
الْأَلْبَابِ﴾(البقرة:269)
والحكمة الربانية
التي يعلمها الذكر في هذا المجال هو أنه لا تنال كثرة الخير إلا بكثرة العمل، ولا
تنال كثرة الأذى والشر إلا بالاشتغال بالتكاثر، فالتكاثر والكوثر هما المحددان
لمصير الإنسان وحقيقته ونوع الجزاء الذي يلحقه، لأن كل إنسان لا يكثر إلا ما
يتناسب مع طبعه وجبلته ووظيفته، والله برحمته لا يعطي كل شيء إلا خلقه، ولا يزن
لكل أحد إلا بسعته:﴿ إِنَّ
اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ﴾(يونس:44)
ولذلك فإن أصح
الأقوال في تفسير اللمم المستثنى من كبائر الإثم والفواحش الوارد في قوله تعالى في
صفات عباده المحسنين:﴿
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ
إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ
الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا
أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى﴾(النجم:32)
وما يعمله الإنسان
المرة بعد المرة ولا يتعمق فيه ولا يقيم عليه ; يقال: