والفرح بالمال هو
الفرح الوحيد الذي جاء ذمه صريحا في القرآن الكريم مشفوعا باللازمة الخطيرة ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ ﴾، قال تعالى حكاية عن قارون وعن الصالحين
من بني إسرائيل الذين لم يغرهم ماله: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ
وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ
أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا
يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ (القصص:76)
والفرح بالمال هو الحائل
بين العقول الغافلة وقبول الحق وطاعة أنبيائها مع توفر جميع دواعي صدقهم، قال تعالى
:﴿ قَالَ نُوحٌ
رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ
إِلَّا خَسَارًا ﴾ (نوح:21)
وأخبر تعالى أن
ذلك هو شأن جميع الأقوام الذين كذبوا رسلهم، ولهذا يقف أول من يقف في وجوههم
المترفون عبيد الأموال، قال تعالى عن هذه السنة الاجتماعية:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ
نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾(سبأ:34،35) قال قتادة:مترفوها: أي
أغنياؤها ورؤساؤها وجبابرتها.