مَتَاعُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِO(آل عمران:14)، وقد اختلف العلماء في
المزين الذي لم يصرح بذكره في الآية كما لم يصرح بذكر مثله في أكثر المواضع التي
ورد فيها هذا اللفظ:
فذهب بعضهم في
ظاهر قوله إلى أن المزين هو الله تعالى كما قال تعالى :﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ
زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾(الكهف:7)، فالله تعالى أخبر في هذه الآية
أنه هو الذي جعل كل ما في الأرض زينة ليقع الاختبار.
وذهب آخرون إلى أن
المزين هو الشيطان مستدلين بذم القرآن للدنيا، ويشير إليه قوله تعالى في خطابه
للشيطان عندما رفض السجود لآدم:﴿
وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ
بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ
وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾(الإسراء:64)
ويمكن الجمع بين
القولين جميعا وإضافة أقوال أخرى كثيرة فالفعل المبني للمجهول يحتمل كل ذلك.
فتزيين الله تعالى
إنما هو بالإيجاد والتهيئة للانتفاع وإنشاء الجبلة على الميل إلى هذه الأشياء،
وتزيين الشيطان إنما هو بالوسوسة والخديعة وتحـسين أخذها من غير وجوهها، وتزيين
وسائل الإعلام بأنواع الإشهارات التي تقلب الطبيعة وتغير الجبلة، وتزيين رفاق
السوء.. والدراسات العلمية.. والبحوث الميدانية.. ومصممي الأزياء.. والشركات
الكبرى..كلها مما تحتمله الآية ولا