ولأجل هذا التزيين
وردت الأحاديث الكثيرة تبين مخاطر هذا الاختبار الذي غرست زينته في القلوب غرسا ثم
سقيت بوساوس الشيطان ووسائل الإعلام وقرناء السوء، قال a: ( حجبت
النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره )[1]، وقال : (الدنيا
سجن المؤمن وجنة الكافر)[2]
ولكن النص القرآني
أخبر بعد ذلك بما هو خير من تلك الزينة المؤقتة ، فقال تعالى :﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ
لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ
وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد﴾ (آل
عمران:15)
ونلا حظ في هذا
النص القرآني الجليل أنه قدم الزينة الحسية من الجنات والأزواج والأنهار على
النعيم المعنوي الأكبر رضوان الله، وذلك لميل الطبيعة الإنسانية الشديد لتلك
الشهوات.
والقرآن في خطابه
للنفس لا يقمع صفاتها، وإنما يوجهها بحسب ما تقتضيه طبيعتها، وطبيعتها كما تنص
النصوص الشرعية هو الحب الشديد للمال، قال تعالى: ﴿ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ (الفجر:20)، وقال تعالى :﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ (العاديات:8)